يوميات رمضان 11/ رمضان وبناء الارادة

الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى ..وبعد...


**رمضان وبناء الإرادة ::..

_لا شك أن صوم رمضان يُشكَل صقلاً للإرادة النفسية ، وقمعاً للشهوات الجسدية ، ورياضة على هجر اللذائذ الحسية ، وتربية على تحمل المكروهات من جوع وعطش وحلم وأناة وعفة وعطاء ونطق بالحق ، وسكوت عن الباطل...

أخى الحبيب ....أختى الكريمة !!!

_رمضان فرصة ذهبية لمن كان مُفرَطاً فى صلاته ، فلا يُصليها مُطلقاً ، أو يُؤخرها عن وقتها ، أو يتخلَف عن أدائها جماعة فى المسجد ، ليجد نفسه اليوم منجرفاً مع الجموع المدفوعة بسيل الإيمان ورصيد الفطرة إلى بيوت الله....


_رمضان فرصة ذهبية لكل شاب أحب فتاة فى الحرام ولكل فتاة كذلك ، ليكون فرصة لتغيير المسار ، والهروب من غضب الجبار ، وتجنب التجرع من نفس الكأس ولو طال الزمان ، فإن الزنا ديَن ، وهتك الأعراض صفعة لا بد أن تُردَ على نفس الوجه يوماً من الأيام ..

يا هاتكاً حرمُ الرجال وتابعاً طُرقُ الفساد فأنت غير مُكرَم
من يزنِ فى قومِ بألفى درهم فى أهله يُزنى بربُع الدرهمِ
إن الزنى دينٌ إذا استقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ

_رمضان فرصة ذهبية لكل من أوقعه الشيطان فريسة لذنب أو أسيراً لعادة قبيحة أو خطيئة مرذولة فيكون شهر رمضان المبارك هو بمثابة حبل النجاة الذى ينتشله من بئر الخطيئة ....

ودورك أيها المُبتلى :: المداومة على ترك المنكرات ما استطعت ، والتشبُث بالخيرات إلى حين حتى تلمح بصيص النور أعلى البئر ، ثمَ تداوم على ذلك وتستمر ، وعندها فحسب ييأس منك الشيطان وليس قبل ، هذا إن أردت النجاة ، وإلا ظللت فى غيابت الجب دون أن يلتقطك أحد السيَارة وعندما تموت أخشى أن يتحقق فيك قول القائل ::"" كم من متحسَر تحت التراب""!!!


_وهذه المداومة هى المفتاح والذى قال عنه "الحسن البصرى "_رحمه الله_:::

(إذا نظر إليك الشيطان فرأك مداوماً على طاعة الله فبغاك وبغاك فرأك مداوماً ملَك ورفضك وإن كنت مرة هكذا ومرة هكذا تتقدم خطوة وتتأخر خطوتين طمع فيك""....

_رمضان فرصة ذهبية لمن أصابته نزلة فتور ونوبة كسل بعد أن إعترته فورة نشاط وثورة عمل ...

فيا من كان له حال مع الله فانقلب!!!
يا من استزله الشيطان ببعض ما كسب!!!
يا من نسى ربه وهو يلهث وراء دنياه بحثاً عن الذهب :::قيام الليل يفتقدك ....رياح السَحر تبحث عنك ....دموعك طال غيبتها!!!


أخى الغائب !!!

إن كان قد اعتراك ضعفٌ بعد قوة ....فاشكُ إلى الله ضعفك وفقرك فإن لطفه بالضعيف أكبر....

أخى ...أختى!!!

أبعد حلو الود والمواصلة تؤثر مُرَ الهجر والمفاصلة ؟؟!!!
أما أن لك أن تذكر حالك القديم ، وتبكى على ما فاتك منه ، وتخاف من طول الهجر ، وتهرب من هول القطيعة ، وتتأهب لعقد الصلح معه قبل أن يُنادى فيك بالرحيل ويطلبك للمساءلة ، فتجد نفسك خاشعاً من الذل بين يديه ...


ولله در القائل :::

من ناله داء الهوى بذنوبه فليأت فى رمضان باب طبيبه
فخلوف هذا الصوم يا قوم افهموا أزكى من المسك الشذَى وطيبه
أوليس هذا القول قول مليككم الصوم لى وأنا أجزى به...


والحمد لله رب العالمين...

__________________